" من أنـــــــــــا ..!! " ...

" من أنـــــــــــا ..!! "


عندما أحسست بأن جزء أقتطع مني لم اعد اعرف من أنــا ...
ارتجفت قدماي وتناثرت دموعي الثكلى من عيني لم أبالي بها مازلت ممسكة بالمقعد وهم يحمون من حولي .. يحملون ملابسها بعيدا عني ..!!
أخرجوها من حقيبة كانت بيدي لم أتكلم بل تمسكت بالمقعد أكثر ولكن قلبي كاد أن يتكلم ..
ابتعدوا قفوا فما كنت أريدها أن تتألم ..
اقتربت أحداهن مني أحدى الممرضات ارتعدت فرائصي وجف الدم في عروقي وكأن الموت قريبا مني تمسكت بالمقعد أكثر وأحطته بجسدي وضممته لقلبي فما يحتوي هذا المقعد سوى ... جزء مني .
ولكنها هذه المرة اقتربت مني أكثر وتمسكت بالمقعد أكثر وأخذته بالقوة مني .. وكأنما قطعت عنوة نياط قلبي.
وحركته بعيدا عني ... تسمرت في موضعي وعلامات الاستفهام تملئ وجهي رفعت يدي فلم يتسنى لي أن أودعها أنتظـــــــــ .. ولكن كيف ؟! ..سرعان ما أخفضتها والحسرة تملؤني أودعها كيف .. وأنا لأطيق البعد عنها ؟!
تنبهت هي لحالتي ..
وقبل أن تذهب ..
قالت : وملئوا وجهها ابتسامة "ودعيها " ...
أحسست بتقلص في حجمي وكأنها ضربتني بالألم على وجهي فقد أدمت هذه الكلمة جراحات قلبي لتستنزف كل ملامح الطفولة وذكريات الماضي من عيني لم أتحرك فقدماي لم تحملني حركت هي المقعد ..
وتحرك معه قلبي انتبهت ..قلت في نفسي ستذهب .
رفعت يدي تلعثمت كلماتي في حلقي بالله أختاه .. رويدك رويدك
تقدمت نحو المقعد بخطوات متعثرة متثاقلة يشوبها الضعف والانكسار وأخيرا أمسكته وكأنه ملك لي فا مازلت مؤمنة بأن ما يحتويه جزء مني حاولت أن أقبلها إلا أنني لم أكن أطيق الوداع عنها آثرت فقط أن أتأمل ملامحها ملامح طفلة جميلة ملامح نال منها القدر وأستشف من خلال عذوبتها .. العوق و العجز ملامح كثيرا ما كنت أغفل عنها .
طال مكثي وقل صبر ي
" انتظري " حروف رددتها على لسان قلبي ولكن ..
و بعد قليل تركتها تمضي ..
وبحوزتها جزء مني ..
ذهبت هي من هنا وحملت أنا حقيبتي وذهبت من هناك أحسست بدوار في رأسي
سرت و كلمات الوداع تتخبط في عقلي مازلت أسمع رنين كلماتها في أذني ((ودعيها ..لا أطيق أن أودعها ..كيف أودعها )) شعرت بأن كل شيء يدور من حولي صرخت يا ألهي وسقطت كالثكلى على ركبتيّ كيف لي أن أودعها وكيف بي أن أذهب وأنام من دون أن أقبلها ولا أستيقظ على صوت ضجيج ألعابها ولا أرى خربشات ألواني في دفاترها تناثرت دموعي من عيني أحس بأنين وحنين في قلبي أدرت ظهري لأودعها فإذ هم على وشك أن يغلقوا الباب من خلفي رميت بحقيبتي بعيدا عني واستندت على طاولة كانت بالقرب مني هرولت في الطرقات وأنا أصرخ أختاه أرجوك انتظري ..!!
وقبل أن تذهب أوقفتها ..
جلست على كرسي مقابل لها حركتها بقربي
فما كان فعلها سوى أن وضعت رأسها على ركبتي
مسحت بيدي على رأسها ورفعت وجهها الخجول من ذقنها بيدي وضممتها لصدري
وأنا أقبلها قبلة تلو قبله قبل الوداع ..
حاولت أن أخلع الحجاب عن رأسها والعبرة تخنقني فقد وصلت...!!!!
إلا أنها حركت الكرسي بيديها ورحلت علت وجهي ابتسامه إلا أنني تذكرت بأنها رحلت ودون أن تعود هذه المرة .. !!
فتحركت قدماي معها لتتساقط دموعي المفجعة ..
تحاشيت النظر أليها ..
إلا أنها ألتفتت ألي و ابتسمت في وجهي وهي تناظرني وكأنها تطمئنني ..
كانت تضنها رحلة لسويعات وستعود فقد كانت نادرا ما تخرج كانت مسرورة لدرجة أنها كانت تحرك الكرسي بقوة بقدميه لترجه
وقبل أن تذهب ...
مدت يدها تودعني .






وفي النهايه همسة اهمسها في كل أذن صاغيه

أياك ثم أياك أن تنظر لشخص من ذوي الأحتيجات الخاصه على انه شخص معاق وتعامله على اساس ذلك بالشفقه وربما معاملة خاصه لابأس في ذلك أحيانا ولكن
حينها فقط ثق بأن لكل إنسان إعاقه تعترض مسير حياته
وكون على ثقة كذلك ..
بأنه الشخص المتمثل بأعاقتك الكامنه خلف جسدك السليم أعاقتك التي لطالما حاولت جاهدا أخفاءها .........؟؟!!
فليس من الضروري أن تتمثل إعاقتنا في الجسد فقط بل في معظم الأحيان تتحور هذه الأعاقه لتتمثل في المبدأ وفي الفكر وفي الحوار والمنطق والرأي أو في أسلوب حياتك مثلا او في عقبات تعترض طريقك في كل مرة لم تتجاوزها بعد .

فهل تشك بأن صدام المخلوع يزيد العصر المعدوم معاق ولو لمجرد لحظه....



هل رأيت الفرق الآنــــــــــــ فهو ليس من ذوي الأحتيجات الخاصه لأنه لم توجد ظروف خاصه تجبره على الأعاقه وإنما هو من أوجدها فيه .
باااااااااااااااااااي..